جبال البلقاء الاخباري: لا ريب أن ألفاظ القرآن وكلماته في غاية البيان، والاعجاز، والجمال، قال ابن عطية المفسر:" كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)
جوانب الاعجاز في سورة الفاتحة لا تحد، ولا تعد، فهي أمّ القرآن، والسبع المثاني، وكلما قرأناها لاحت لنا جماليات جديدة، ومن ذلكم أننا ّعند تأملنا للكلمات التي اشتملت على حرف الدال في السورة، نجدها في أربع كلمات :
1-أولها في كلمة الحمد من قوله تعالى:" الحمد لله رب العالمين "
2-الثانية في كلمة الدّين من قوله تعالى:"مالك يوم الدين "
3-الثالثة في كلمة نعبد (الفعل المضارع) من قوله تعالى:" إياك نعبد وإياك نستعين "
4-في كلمة اهدنا (فعل الطلب والدعاء) من قوله تعالى:"اهدنا الصراط المستقيم"
ولا ريب أن حمد الله هو طريق السعادة في الدنيا، وسبيل تصفية القلب ، ، فإذا عاش الإنسان سليم القلب ، يحمد الله على السراء والضراء ، ويرغب في رضى الله ، ويعمل من أجل تحقيق تلكم الرغبة بصدق ، فيسلك سبيل الهداية ، ويؤدي التكاليف الشرعية بفقه وإخلاص ، نال رضوان الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا " (رواه البخاري) والعاقل من يؤدي الطاعات بفهم التقرب إلى الله ، وفهم مقاصد الطاعات ومن العبادات التي وقف معه العلماء الصلاة ، وفيها الحقوق الثلاثة أما حق الله فالنيات والتكبيرات والتسبيحات والتحيات والقيام والقعود والركوع والسجود..، وأما حق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأضرب - أحدها: التسليم عليه في آخر الصلاة مع الترحم والتبرك. لثاني: الصلاة عليه في التشهد الأخير،.الثالث: الشهادة له بالرسالة.وأما حق المكلف على نفسه فكدعائه في الفاتحة بالهداية والإعانة على العبادة في الفاتحة. ، ولما اشتملت الصلاة على هذه الحقوق كانت من أفضل عمل العاملين.(قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام بتلخيص 1/155)