جبال البلقاء الاخباري: من الأمور المتفق عليها الحقائق الثابتة خلافاً لمن زعم بأنه لا ثوابت ،و يقال لمن يزعم بأنه لا يوجد مسلمات ولا ثوابت ،قولكم غير ثابت بمنطق زعمكم ،فبطل اعتماده فهو لا يقوم على قدمي حق وصدق ،ولا قبول له إلا عند عشاق الغرر والتدليس ،قال بعضهم
ولا يصح ّفي الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليل
ولنرجع إلى ما اتفق عليه العقلاء من تقرير وجود الحقائق التي سبيل إثباتها الفكر ،والقرائن الثابتة ،والحجج الواضحة .ولعلماء الشرع الشريف في كل ما تقدّم دور كبير في التأصيل لهذه المسائل الكبرى، فعلماء العقيدة وضّحوا اليقيني الثابت بدليل قطعي الثبوت ،قطعي الدلالة ، وما كان ظني الدلالة ، وعلماء الحديث وضحوا المقبول والمردود ،وعلماء الفقه وضعوا قواعد فقهية مستمدة من الشرع الشريف تؤكد أن ّاليقيني لا يزول بالشك ، وعلى تقديم المعلوم على الموهوم
وسأذكر في هذا المجال مسألتين للتطبيق العملي ، أما الأولى فمسألة الجمع بين الصلاتين بعذر المطر ، والتي تشغل بال الناس في وقت الصلاة ويتكلم عنها وفيها قومٌ بدون تصور كامل عن العزيمة والرخصة ، فتختلط الأمور عندهم لدرجة الأخذ بالجمع لمجرد البرد بتسكين الراء لوحده، وترى الناس فريقين ،فريق يتساهل، ويتشدد في فرض هذا التساهل على جماعة المصلين وائمة المساجد وحملهم على الجمع بعذر محقق وغير محقق ، وتقف على من يتشدد فينشر بين الناس بأنّه لا يرى الجمع بين الجمعة والعصر بعذر المطر مع أن النووي نص على جوازه في (الروضة 1/400 ، و تجد كذلك من يمنع الناس من صلاة سنة العشاء والوتر في حالة الجمع ، بحجة أنّه لم يدخل وقتهما بخلاف ما يقوله العلماء المحققون قال ابن قدامة في المغني2/207 (وَإِذَا جَمَعَ فِي وَقْتِ الْأُولَى، فَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ سُنَّةَ الثَّانِيَةِ مِنْهُمَا، وَيُوتِرُ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِ الثَّانِيَةِ؛ لِأَنَّ سُنَّتَهَا تَابِعَةٌ لَهَا، فَيَتْبَعُهَا فِي فِعْلِهَا وَوَقْتِهَا، وَالْوِتْرُ وَقْتُهُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَقَدْ صَلَّى الْعِشَاءَ فَدَخَلَ وَقْتُهُ.) كل هذا سببه عدم الفقه ومعرفة حقيقة رخصة الجمع وضوابطها الشرعية المقررة فقهاً .بل ترى من ينهى عن سنة الظهر البعدية في حالة الجمع بحجة أنه لا صلاة بعد العصر متناسياً أن ما ينهى عنه موهوم لأن سنة الظهر ثابتة لا تسقط بسبب الجمع
وأما المسألة الثانية فهي مسألة القدس والتي يعمل الصهاينة بالخرافات والأساطير تبديل الحقائق المتعلقة بها ،وتحويلها من مكان مقدس آمن إلى موطن مستعمَر تطلى جدرانه بالدماء، ولكنّ الحقيقة التي يعيها الأردن بقيادته الهاشمية التي عملت على بقاء رمزية القدس ومساندتها في الصمود والبقاء ، وكذلك جند الأردن الذين قدموا للقدس الرجال والشهداء تلك حقيقة ستنتصر على الوهم حتى تدرك الإنسانية بأن عليها العمل على أن تعود القدس وتبقى مثابةً للناس وأمنا .
كان الله في عونكم أيها الشباب فهناك من يسعى للإيقاع بكم من خلال الشهوات والأوهام ، لتعرضوا عن دينكم ويضعف تواصلكم به من خلال استعمال البعض لتقنيات التواصل الاجتماعي المعاصر فيرجفون من خلالها الشبهات ويسعون لغمسكم في الشهوات ، لتضعف نفوسكم وتذهل عقولكم عن الحق ،فاسلكوا طريق العزة الوارد في قوله تعالى :"مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ "( فاطر :10)