جبال البلقاء الاخباري: ولد في بيئة اجتماعية لها حضورها الوطني والتاريخي، ولعائلة تحظى بالتقدير لقربها من الناس ومساعدتها في شؤون حياتها.
على الصعيد الشخصي يبدو محظوظاً في مسيرته العملية التي بدأت بعد تخرجه من الجامعة، كما يراها من يعرفه ويسمع منه وعنه، ولكن الحقيقة أنه شاب جاد في عمله وصريح بما يؤمن به وهذا ما كلفه الكثير في وظيفته.
عمل في مجالات عديدة، ووزارة الداخلية كانت محطة له في تسلم موقع المحافظ والمفتش، وقد أِحيل الى التقاعد مكرهاً،
ضيف اليوم، المفوض في الهيئة المستقلة للانتخاب د. رائد سامي عفاش العدوان، يقول:
النشأة
انتمي الى أسرة محافظة لوالد منفتح على الناس محب لهم ويتلمس احتياجاتهم.
درست في مدارس حكومية، كنت فيها متفوقاً وحراكياً في النشاطات، وممارساً للألعاب الرياضية، مطالعاً بنهم، وعريفاً في غرفة الصف.
أيام الربيع بين الفصلين اجمل أيامي كوني اقضيها في الزراعة، مع أنني فشلت، لاحقاً، في مشروعين مهمين، ولأسباب لا اريد ذكرها.
استهوتني العسكرية منذ الصغر، ولكنها رغبة لم تتحقق، فكانت دراسة الحقوق بديلها في جامعة مؤتة.
العمل العام؟
توظفت في المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا متدرباً وتم تثبيتي في أمانة السر، قبل أن اذهب الى جامعة آل البيت لدراسة الماجستير في القانون العام.
عدت عام 1996 للمجلس مساعداً لأمين السر، ولأنني لا استهوي الجلوس مطولاً في المكاتب، خاطبتني حينها الزميلة نانسي باكير، ناصحة لي بعبارة » اختر معركتك.. ربّع أفاك» يعني اجلس على مكتبك، فكانت درساً لي في العمل الوظيفي.
عام 2005 ذهبت للقاهرة لدراسة الدكتوراة (القانون العام) وعند عودتي درّست في جامعة عمان الاهلية( محاضر غير متفرغ).
العمل في وزارة الداخلية شمل مواقع عديدة فقد تم انتدابي مستشاراً الى دائرة الشؤون الفلسطينية (ملف اللاجئين) وفي عام 2006 محافظاً في المركز وكنت الأصغر سناً بين المحافظين، ثم مفتشاً عاماً وهي وظيفة اطلعتني على أكثر ملفات الوزارة، ثم محافظاً للتنمية المحلية.
أرى أن تولّي محافظة فسيفسائية السكان واعني محافظة الزرقاء قد أكسبتني محبة الناس وأسهمت هذه المحبة في إنجاح عملي وكان للتعاون مع أهالي المحافظة ومؤسساتها نجاحات في مجالات كثيرة.
اما تعييني محافظاً لمحافظة جرش فكان العمل ينصب على قطاع السياحة والزراعة كونها محافظة تملك مقومات التنمية، هذا الى جانب ما حرصت عليه وكوادر المحافظة في المسؤوليات المجتمعية والخدمية.
عام 2018 عينت أميناً عاماً للوزارة وصرت أدير ملفاتها الخارجية ولكن دون صلاحيات في الملفات الداخلية بسبب مركزية المسؤول الأول، وأرى أن مثل هذه المركزية قتل للعمل المؤسسي، وهو سلوك من ابرز التحديات التي واجهتني.
كان هذا بداية إقصائي حيث تمت إحالتي الى التقاعد، والغريب أنه سبق الموافقة على هذا القرار تنسيب بنقلي -قبل شهرين- وتم حفظ كتاب النقل، ليعرض ملفي خلال جلسة لمجلس الوزراء وتحت بند ما يستجد من أعمال، فتم شطب قرار النقل بقرار الإحالة الى التقاعد.
القرار كلفني دفع مبلغ 27 الف دينار عوائد للضمان الاجتماعي للاشتراك بالتقاعد.
عام 2022 تم تعييني مفوضاً في الهيئة المستقلة للانتخاب ويمكن القول ان خبراتي السابقة ومنها عضويتي في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية تساعدني في عملي الحالي في الهيئة من حيث تجربة العمل الحزبي والنظام المالي لها وكون دور الهيئة يقوم على النظر في تأسيس الأحزاب وموازناتها وإجراءاتها الداخلية وتجديد القوائم والعمل الاداري ( العمل الداخلي) ابتداء من الترخيص والعمل اليومي والبيانات الختامية والموازنات والبرامج.
كيف ترى الحياة السياسية الاردنية ؟
العمل السياسي بشكله العام، سواء على الصعيد النيابي او الحزبي او النقابي يعتمد في الدرجة الاولى على المناخ الذي توفره الدولة، وبالمقابل ما يتأسس عليه المجتمع والنخب في تلك الأطراف وقدرتهم على ترجمة ما يؤمنون به ويطرحونه من برامج تنفذ على ارض الواقع.
الحياة السياسية في الاردن ليست وليدة سنوات قليلة، بل منذ عقود، ومن حيث الأحزاب فهي قائمة منذ عهد النظام الملكي.
صحيح اننا نشهد في هذه المرحلة أعداداً حزبية ولكن المشهد السياسي سيكون في احزاب قليلة وأرى في هذا سر بقائها.
مشاركة الشباب والمرأة في العمل الحزبي؟
الكرة في مرمى هذه الفئة الواسعة وبفضل البيئة التشريعية للعمل الحزبي وما تتضمنه من قوانين في تحديد السن وعدد المقاعد والقوائم كلها مشجعة للانخراط.
ماذا عن الاعلام الاردني؟
لدينا إعلام يستحق الاحترام وعلى الدولة دعمه ليواصل رسالته الوطنية والدفاع عن قضايا الوطن وتتيح له مناخ الرقابة وتقبل النقد والرأي والرأي الآخر.
هذا يتمثل بالاعلام الرسمي والمستقل كما في الصحف الورقية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وبالمقابل هناك إعلام منفلت على شكل مؤسسات وأفراد وهذا يحتاج الى ضوابط، وبكل أسف أن هذا الاعلام المنفلت صار يؤثر على الرأي العام وبصورة سلبية مستغلاً الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء على الصعيد المحلي او الإقليمي او الدولي.
ماذا عن العائلة ؟
في العمل الوظيفي لم أتدخل في شؤون عمل زوجتي فهي تخرجت من مدرسة لها تاريخها وفهمها وحرصها على الجدية والاخلاص في الوظيفة العامة، واعني والدها دولة عبد الرؤوف الروابدة.
وعلى صعيد الأسرة، فهي واحدة من أفرادها الذين ترّبوا خير تربية وهم مثال للخُلُق واحترام الآخرين.
توأمي ريان ورافي هما اللذان يملآن البيت ضجيجا كلما التقى قطبا اسبانيا بكرة القدم فالأول يشجع ريال مدريد والثاني برشلونة.
كيف تقضي طقوس رمضان، والوجبة المفضلة على مائدة الإفطار؟
تأدية العبادات وقراءة القرآن وممارسة الرياضة البدنية قبل الافطار.
لست شرهاً بالأكل واحرص على تناول التمر والسلطة، وفي هذا الشهر الفضيل انجح في انقاص عشرة كيلوغرامات من وزني، والحمد لله انني في شهر رمضان أشعر بالهدوء رغم طبعي الانفعالي.
*الراي