جبال البلقاء الاخباري:
رتيب الذات..
يعني ترتيب الحياة، ويعني أن الإنسان يولد من جديد لينطلق إلى الحياة بروح جديدة وطاقة جديدة ورؤية جديدة لكل مفردات الكون.
وتكون الحاجة إلى إعادة ترتيب الذات مُلحّة، لا سيما في عصرنا المتسارع الإيقاع، والمملوء بالضغوط والمتطلبات،وقد مررنا جميعاً في هذه الحياة بمجموعة من التغيرات والمفارقات الإيجابية، أو السلبية.
ومع جميع هذه التغيرات والمفارقات نحتاج إلى إعادة ترتيب الذات، ويكون ذلك بالوقفة الصادقة مع النفس، وإعادة التخطيط الجيد للأهداف، بل إعادة رسم الأهداف وتجديدها وفق المرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان.
وقد تسبق مرحلة إعادة ترتيب الذات مرحلة أخرى هي التأمل في ما مضى من العمر لأخذ العظة والعبرة منه، والنظر بعين الاعتبار إلى العثرات، والإفادة منها حتى نتجنبها في المستقبل.
والتأمل عبادة عظيمة لا ينبغي للإنسان العاقل أن لا تخلو حياته منها، بأن يترجل قليلاً من مركبة الحياة السريعة ليخلو بنفسه بعيداً يتأمل حاله ويتدبّر موقعه في هذا الكون، وينظر في نجاحاته وإخفاقاته، وقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى غار حراء قبل البعثة، للتفكر والتأمل في الكون وأحوال النفس البشرية.
من حق أنفسنا علينا أن ننسحب قليلاً من جنون هذه الحياة، لنعود بعد هذا الانسحاب أقوى وأعمق وأجمل مما كنا عليه من قبل.
اخوكم اشرف الشنيكات